top of page

نداء إلى إخواننا وأخواتنا في الإنسانية

16 مايو 2020

أتمنى أن يكون شهر رمضان المبارك عليكم وعلى عائلاتكم وعلى المجتمع الإنساني كله، شهر سلام ومصالحة. أتمنى أن يساعدنا في التأمل والتفكير والعمل من أجل مواجهة المحنة التي نمُر بها بسبب جائحة كوفيد 19 والتي بَثّت المخاوف والموت والغموض الذي يحيط بالأزمة العالمية التي تنتظرنا. لقد تسبب فيروس بسيط في إثارة وخلق البلبلة في العالم.لقدأوقفجميعالأنشطةالاجتماعيةوالثقافيةوالدينيةوالتجارية.لقدأرغمالملايينعلىالَحْجر،علىالبطالة، ُِِ أُغلقت الجامعات والمدارس، وفصلت الأسر عن بعضها البعض. هل هي حرب أم صراع من نوع جديد أم دليل على هشاشة ظروفنا البشرية الخاضعة لنظام مفترس يدمر كل ما هو حي ويبني في مكانه ما هو اصطناعي، ويبعدنا كل يوم شيئا فشيئا عن كل ما هو أساسي؟



ِ ألميَحِنالوقتلَنُكّفعنالاستمرارفيهذاالَعَمىالكليالذييعززمجتمعالاستهلاكالمفرطُمضّحينبرفاهيةالنظام الإيكولوجي المتوازن والمنسجم والغني بثروة لا يستهان بها والتي تخدم وتغذي وتحافظ على الحياة في كل ما هو حي. إذا جعلنا السوق الإله الوحيد لاهتماماتنا ودينا حيث الربح هو الهدف الوحيد لوجودنا، سيقودنا هذا بلا شك إلى طريق مسدود وإلى وحشية. هذا يعني أنه لاكتساب القليل من القوة والمال، علينا تدمير تراثنا الثمين كل يوم وتدمير الأرض لصالحأقليةلاتشبع.وبالتاليتتزايدالفوارقوتكثرعدمالمساواةوالظلمالَذينيسببانمعاناةأُناسأمثالناومعاناة بيئتنا. لنعترف بأننا نعيش لحظة استثنائية، في نهاية دورة ما، وكلنا نشعر بهذا في قُرارة باطننا ولكننا لا نتجرأ على أن نبوح به. لقد َع ّم الانزعاج والقلق، وأصبح عدم اليقين يتزايد كل يوم. لكننا نخشى أن ينهار هذا العالم المألوف لدينا. ومع ذلك، فإن عملية الانهيار هاته قد بدأت بالفعل: الوباء، ارتفاع درجة المناخ، تلوث الهواء والبحار والمحيطات، انقراض بعض الفصائل من النباتات والحيوانان والحشرة، الخ ... لقد فشلت جميع الأساليب المطبقة. سواء في العلوم الاجتماعية أو السياسية أو الاقتصادية. لقد نقض الجميع عهودهم في إنشاء مجتمع أكثر عدلاً وإنصافاً. إذا فما العمل؟ أَنَجلس مكتوفي الأيدي ونكتفي ونشاهد العالم تعلوه السخرية والكراهية وينتشر فيه العنف واليأس أو نبحث عن العلاج في أنفسنا؟ « داؤك فيك وأنت لا تُبصر. ودواؤك منك وأنت لا تشعر أنت حسب أنك ِجرم صغير وفيك انطوى العالم الأكبر» الشيخ العلاوي الصدمات مفيدة في بعض الأحيان. كل شيء يدفعنا للانضمام إلى جهودنا واتخاذ المسار الذي يُصالح بين كوكبنا الأرضي الجميل وسكانه. إنه واجب مقدس على الجميع ولا يمكننا الهروب من هذه المسؤولية. لنضع معارفنا وكل ممتلكاتنا ومعرفتنا وتكنولوجياتنا في تآزر وفي خدمة الصالح العام. لنعمل معا من أجل السلام، من أجل العيش معا، من أجل العدالة والكرامة. كل واحد منا هو بمثابة خلية في نفس الجسم المسمى ب « الإنسانية»

الشيخ خالد بن تونس



 


143 vues0 commentaire

Posts récents

Voir tout

Comments


bottom of page